الجزء الثاني من قصة مهاجر وبالاصح قصة لاجئ #عمر


الجزء الثاني من قصة مهاجر وبالاصح قصة لاجئ #عمر

ملاحظة القصة حقيقية وكذلك صورة المنشور من نفس المخيم الخاص ب عمر

الجزء الثاني

استلم رجل الأمن الجواز وكان يقول كلمات لا افهمها ولكن بيدوا عليه انه يريد أن يقول لي لا تقلق أنت في أمان وابتسامة لطيفة، وقتها بدأت الثلوج تتساقط وكانت أول مرة جسدي يلامس فيها الثلج، كنت وقتها أحس إن شي غريب يحصل وشعور غريب جدا يتملكني أتى رجل أخر وكان يردتي ملابس أخرى بنطال ابيض مع احمر وكذلك قميص بنفس الألوان وعليها شارة صليب باللون الأحمر.
وقتها عرفت انه يعمل لدى الصليب الأحمر من تلك الشارة والألوان، وقال لي “هل تتحدث الإنجليزية” قلت له “نعم” وبدا الحوار بيننا قال “رجاء اتبعني” ومشيت معه مسافة مترات ودخلت معه مبنى ثلاثة أدوار دخلنا ولم يقول لي كلمة واحدة وانا منتظر يقول لي من أين أتيت وكيف أتيت ولم يصدر كلمة واحدة.
طلعت معه الدرج وصلت الى مكتب وهناك في الطريق لا يوجد أحد غير رجال الأمن، وصلنا الى مكتبه وقال لي “هل أنت جائع؟” قلت له “لا شكرا، لقد أكلت” وانا وقتها سأموت من الجوع قال لي “خذ” وأعطاني كيس يوجد فيه أمواس حلاقة وشامبو وصابونه وفرشاة أسنان ومعطر للجسم أتذكر إنه أسوء معطر للجسم أخذت الكيس وقال لي اتبعني رجاء.
ومشيت معه مرة أخرى بين الغرف ولكن وجدت أناس يمنيين هناك وكل من شافني قال لي أنت يمني وانا افرح في يمنيين هنا.
نعم يمني
أيوة يمني
صحيح يمني
وصلت الى غرفة وكان فيها سريرين وقال لي “سوف تنام هنا اليوم وغدا صباحاً سوف نعمل على أوراقك” قالت له “أوك” وقبل أن يخرج يرن الجوال الخاص به وتحدث بالألمانية وبعدها قال لي “أسف! لن تستطيع النوم هنا لابد أن نغير المكان تعال معي”، أخذت أغراضي والكيس كذلك وذهبت معه، خرجنا من المباني واتجهنا الى مكان فيه كنتينرات “بيوت من المعدن” أخبرته إن الجو بارد هنا.
قال لي “لا تقلق يوجد دفايات بالداخل” وأعطاني مفتاح وفتح لي الغرفة وفيها إضاءة جيدة وحمام بماء دافي قلت وقتها لا بأس يكفي إن الدش دافي ولي من الماء الدافئ سنوات كثيرة، جلست فوق السرير وجالس أفكر أيش يا عمر كيف تشوف أول يوم في كنتينر ما حتى دخلوني المبنى زي الخلق والناس.. وانا اتحدت مع نفسي اسمع دقة الباب وأقول من هذا الذي بيدق أيش بيقولوا ممنوع كمان أنام هنا.
افتح الباب وإذ بشخصين أمام الباب قالوا لي “كيفك؟” قلت “الحمدلله” قال أحدهم “يمني أنت صح” قلت أيوة قال “معك مفتاح الباب؟” قلت “أيوة” قال “يلا البس الجاكت وجي نتعشى” وقتها أحسست إن أحدهم قال لي تعال بجيب لك مليون يورو كيمة السعادة التي أحسست بها نستني كل التعب، قلت له “لا ما يحتاج أتعبكم” قالوا “والله ما نكل إلا سوي”
لبست الجاكت ومشين معهم دخلت غرفة “طبعا الغرف في المبني هذا مقسمه بهذا الشكل كل غرفة فيها 4 أسرة كل سرير طابقين وكل غرفتين لها حمام مشترك فيه التولت والدش ومغسلة ”
في هذه الغرفة كانت غرفة الأولاد وهو وزوجتها في الغرفة المجاورة وكان فيها الطبخ رغم إن الطبخ في الغرف ممنوع استغربت بوجود طباخ كهربائي وأغراض الطبخ، قدم لنا الأكل فاصوليا مع خبز لبناني أكلت وعيوني تقطر بالدموع على حالي وعلى طيبة الناس وتبادلنا الحديث وأخبرني إن له فترة وكل شخص كان يكلمني على مشكلته وعن الفترة التي مقيم بها في الكامب وانا متفاجئ البعض له سنتين والأخر سنة والأخر شهرين وووو.
سألتهم كم تتوقعون أن أضل في الكامب هذا قيل لي لا تقلق طريقتك التي شرحت لنا عنها تعني انك لن تظل كثيرا، شعرت بالفرح حين قيل لي هذا ولكن في نفسي الوقت شعرت بشعور غريب مزيج من الفرح والغربة أو الخوف لان كنت أخاف من المستقبل الذى سيكون بعد خروجي من الكامل ماذا سينتظرني.
انتهينا من الأكل وعدت أدراجي الى الكنتينر ونمت بها نوم عميق وكان عقلي يقول لي نام من اجل الهرب من الواقع، افزع من نومي بسبب طرقات الباب الحديدي للكنتينر بصوت قوي بكلام لا افهمه قلبي ينبض بسرعه جسمي يتثلج بسبب الخوف أين أنا التفت يمين شمال وبعد ثواني أتذكر إنني في مخيم اللاجئين وليس في منزلي، أهرول الى الباب وافتح وإذ برجل من الأمن مع امرأة في الخمسينات يتحدثان معي بالألمانية ولم افهم ماذا يتحدثون أو ماذا يقولوا.
اعتذر وأقول لا افهم ممكن التحدث بالإنجليزية؟
الرجل يتوقف عن الحديث والمرأة كذلك
أخرجت هاتف متنقل ابيض اللون من جيبها وضغطت على الأرقام وبدا الهاتف بالرنين وتحدثت مع رجل وفتحت ميكرفون الهاتف ويقول لي بالإنجليزية السيد عمر ارجوا مرافقة السيدة الى مكتبنا في الدور الثاني من اجل الذهاب الى كامب الاستقبال من اجل الإجراءات، بالفعل ذهبت معهم واعطوني تذكرة سفر قطار والعنوان وقيل لي سوف تذهب بمفردك.
أخذت ما معي من أغراض وأوراق في حقيبتي وذهبت الى بوابة الكامب وانا انظر الى الكامب بشكل وكأنني أقول له بهذه السرعة سوف أتركك وأنت أول نقطة بداية في حياتي الجديدة شكرا لك وشكرا على دفئ الكنتير وكذلك ارجوا أن تكون دافي للبقية.
توجهت الى محطة القطارات وتسمي هنا “بانهوف” وصلت الى مكتب قطع التذاكر وانا قلق المال الذى لدي يكفي فقط للأكل والشرب، دخلت المكتب وهناك أول تعامل عنصري وسيئ حصل لي.
يتبع…