سناء.. ألماً مهجور

 

سناء طفلة في المرحلة الإعدادية، ترسم مستقبلها لتكون إمراة ذات شأن عظيم تخدم وطنها، سناء تحب صديقاتها أحلام وسحر وكوكب. سيناء

سناء: أحلام  إلى متى هذه الحروب تعبت، أريد الذهاب إلى الملاهي ألعب استمتع أشاهد التلفاز، لماذا كل هذا الشقاء ماذا صنعت اليمن لأجل إن يحرمني من كل هذه أحلام؟! أحلام ردي أحلام مالك أحلام.. اوووووف سأذهب إلى سحر هي أكثر صديقة تستمع إلي.

سناء:   سحر كيفك؟ إشتقت إليك، أني متعجبة من أمر أحلام فهي تتجاهلني ولم ترد علي؟!

سحر متي نذهب إلى السوق فهناك الكثير أشياء أرغب بشرائهم، كما أني أود أن أشتري هدية لأمي كي تكون مفأجئة لها، فما رائيك بذهب إلى السوق سوية بعد الإنتهاء من الإختبارات.. سحر.. سحر.. سحر لماذا لا تردي عليا؟! ولكن تأكدي بأني حزينة منك أيضاً.

 

سناء:  ماما لماذا أنتي نائمة، ماما أصحي ماما.. ماما.

 

 

ام سناء تقوم من الفرش وهي تصيح سناء أين سناء سناااااااء 

سناء: ماما انأ جنبك ماما.. ماما.. ماما..

لا تعلم سيناء بإن روحها هي التي  تخاطب صديقاتها وامها….

 

 

قصة سناء مشابهة لقصة الطفل الغريق إيلان في شواطئ تركيا، ولكن سناء ليست بشاطئ أو غرقا وفي دولة غربية  أو دولة للهجرة، بل في غرفتها الوردية التي تكسو جدرانها رسومات المستقبل الذي تحلم به سناء، ولكن للأسف القصة متشابهة، ولكن الفرق بينهم إن إيلان تعرف عليه العالم كله، ولكن سناء لم يلتفت إليها أحد…

 سناء البدوي عمرها 14 سنة استشهدت في تاريخ ٤سبتمبر٢٠١٥، وهي تذاكر وتراجع دروسها، وقد جهزت أقلامها للاختبار أخر سنة في المرحلة  الإعدادية وهي سعيدة لأن أمها وعدتها بالخروج معها، والذهب إلى الملاهي بعد الإنتهاء من أداء اختبارات الشهادة الأساسية، ولم تكون تعلم بإن الصاروخ الذي كانت تتمني أن تلعب به في الملاهي سيكون صاروخ حقيقي مرسل لها من بلد توجد فيه أقدس بقعة للمسلمين، في أرض الكعبة المشرفة…

 

 ملائكة الرحمن أخبرة سناء  بأنها سوف تموت. سناء أخبرت صديقتها بإن ملائكة الرحمن سيخذونها إلى الجنة، ولكن لم تعلم متي أو كيف هذه الصور كانت بين سناء وصديقتها…

محادثة بين سيناء وصديقتها1

محادثة بين سناء وصديقتها1

 

محادثة بين سيناء وصديقتها1

محادثة بين سناء وصديقتها2

محادثة بين سيناء وصديقتها3

 

صديقات  سناء أخبرنني بأنها طفلة رقيقة طموحة تحب مدرستها وصديقاتها، وأخبرتني إدارة المدرسة كانت بنت مميزه من صغرها محبوبة ونشيطه وذكية وشقاوتها بريئة. 

هذه أحد قصص أطفال اليمن وهناك الكثير من سناء تقتل كل يوم بسبب الحرب الهمجية في اليمن…

كلية الإعلام بصنعاء جزاً من ألم …

كلية الإعلام بصنعاء جزاً من ألم …

 

 

كلية الإعلام بجامعة صنعاء

كلية الإعلام بجامعة صنعاء

 

 

أنور: يا صديقي أمس شهدت عرض مهم عن السوشل ميديا …

نصر : جوعتني يا شيخ ..

أنور : ايش دخل الجوع ألان ياعم نصر

نصر : امووووووت في شي أسمة سوشي (أكلة صينية ) ..

 

أنور سوشي بعينك…! أقولك سوشل ميديا يعني مواقع التواصل الاجتماعي .

 

نصر :؟؟؟؟ أيش يعني

 

أنور : نصر ..!! أنت طالب في كلية الإعلام سنة رااااابعة منك جد أو تمزح

 

نصر لا والله من جد ما امزح ايش يعني

 

 

 

نعم هذا حوار حقيقي وليس مجرد دعابة ..

نصر طالب بكلية الإعلام زيه زى كل الطلاب في كلية الإعلام بجامعة صنعاء الذين يدرسون منهج له من التسعينات دون أي تحديث

 

أنا طالب بنفس الكلية وشاركت في الكثير من الورشات التدريبية في مختبر الإعلام ورشات محلية و دولية ولكن للأسف داينا أحس إنني لم استفيد أو أتحصل معلومات في كليتي بالعكس في الدورات التدريبية لأنها تمتلك منهج أكاديمي وتدريبي حديث

 

كلية الإعلام تدرس بمنهج منذ عام 1994 وأقدم كذالك السنة الماضية درست مادة توثيق إعلامي وكان تتحدث عن التوثيق اليدوي و الأرشفة اليدوية و عن كيفه توثيق الأفلام القديمة فقط ولم يتكلم عن أي أرشفة الكترونية فذهبت إلى مدرس المادة (معيد ) من اجل طرح اقتراح للتحديث فكانت الصاعقة انه لا يعلم ما هي الأرشفة الالكترونية ولم يدرس من قبل هذه المادة ولكن العيب ليس منه فقط بل من إدارة الجامعة لعدم عمل ورشات تدريبية لمدرسين المواد المعيدين و الدكاترة ..

 

 

وهناك الكثير من الإعلاميون الذين لا يجيدون استخدام الحاسوب و مواقع الالكترونية و مواقع التواصل الاجتماعية مما يبين إن الإعلام في اليمن لا يواكب الإعلام العربي و العالمي ولو أن الخطاء ليس من قبل الكليات أو المؤسسات الإعلامية فقط بل ألوم كذالك على الإعلاميون الذين لا يطورون أنفسهم بتدريب في المنصات الالكترونية و المواقع الاجتماعية

 

 أمل الصغير خريجة العام الماضي قالت :للأسف الشديد تفتقر كلية الإعلام لأبسط مقومات التدريس بالأضافة الى المبنى المتهالك والرث وعدم توفر أدوات للتطبيق العملي ،أيضا يعاني من منهج هش وقديم وقد أكل علية الدهر وشرب منهج سبعيني لا يواكب ابداً تطورات العصر الراهن وعصر التكنولوجيا والسوشل ميديا تطور العالم وأصبح بضغطة زر يرسل ويستقبل ويتابع ونحن في كلية الاعلام مازلنا ندرس المايكروفيلم القديم والكتابة على ورق البردى أشياء تعد من التاريخ وقد اندثرت منذ عقود إضافة الى عدم تأهيل الكادر التدريسي بكل ماهو جديد ويواكب عصر السرعة .