#روح…
سوف احكي لكم قصة روح … التي سمعتها من روح نفسها
روح التي تمتلك روح جميلة صبورة اكتسبت من قصة العذاب التى عاشتها قوة لتكون امراه لها من القوة التحمل والصبر لا يتملكه الرجال…
سوف اسرد لكم القصة على ثلاث حقب زمنية قصيرة
لن ازيد عن ما حكته لي روح وأتمنى ان تقرائو الحكاية بعيون قلوبكم …
في عام 1985م تزوج شاب في نهاية العشرينات من عمره من فتاة جميلة كانت مغرمة به بشده عمرها لا يتجاوز 15 عاماً “امي ” عاشت معه في بيت من طين في ريف يكاد منسياً من العالم لا تظهر به أي تفاصيل الحياة .
كانت والدته واخته المتزوجه والأم ل٤ اطفال يعيشون معهم بنفس المنزل ،لان زوج اخته يعمل في الجيش جندي ويغيب في المعسكر لأشهر طويلة ، ولذلك بسبب العادات والتقاليد فلا يصح ان تعيش بمفردها ان ذاك، ولهذا كان وجود اخت الزوج واطفالها معهم شبه دائم ..
كانت الفتاة مليئة بالطاقة والحيوية والروح المرحه تربت في منزل منفتح ويحبون العلم
عاشت بهدوء معهم تتجنب قسوة وكيد امه واخته التي يملأ قلوبهم الحقد والكراهية لها ، وكانت تذهب الى أحضان زوجها لتحتمي به ،وفي عام 94 بدأت الحرب و اختفاء زوجها التي تحبه والذي كان لها الحامي والمدافع، وانقطعت اخباره ولم تجد حتى فرصة ان تخبره بانها حامل..!
مرت اشهر وعاشت أيام عصيبة وقاسية تعرضت للكثير من الإذلال والتعنيف من والدت الزوج ، وتسلط وحقد اخت زوجها المختفى.
كانت تنام في سقف المنزل بعد طردها من غرفتها ، وتعنيفها المستمر عاشت معانه كبيرة وهي في أشهر الحمل ، جميع اعمال المنزل تقوم بها لوحدها من تنظيف ومسح و طبخ …
وبعد اشهر ولدت بطفلة جميلة لا تعرف ماذا سوف تخبي لها الأيام ، طفلة لديها عيون جميلة أسمتها بـ “روح”
بدأت ام روح بتربص المسافرين الى صنعاء لتسئلهم عن زوجها او أي شي تسمعه عنه ، وترسل رسائل الى صنعاء عسى ان تصل الى أي شخص يعرفه.
كانت جميع الرسائل مضمونها واحده وهي أنقذني.. أنقذني من امك التي أنهت حياتي
أنقذني من اختك التي ليس لها شغل شاغل الا ان تقتلني غيضاً وحقداً.
وبعد عام كامل من الرسائل التي لا اعلم ان كانت تصل مع المسافرين ام لا ، وصلت لي رسالة يومها احسست ان فصل الربيع زار منزلنا يومها ونحن في فصل الصيف الحار جداً.
وصلت رسالة مكتوب فيها كلمات معدودة “جهزي نفسك يا امي انتي وزوجتي وأبنتي روح سوف احضركم الى المدينة”.
تفاجئت الام بان إبنها يعلم بِان لديه إبنه اسمها روح ولكن لم تكون قد جهزت نفسها للسفر، سافرت روح وام روح الى المدينة وقد جهز اب روح منزل خاص بنا وكان اجمل شهر ان ذاك لام روح حتى لحقت بيهم ام الزوج لتعود الى نفس المشاكل والتوتر ولكن هذه المرة ليس من ام الزوج واختة بل من والد روح ..! نعم والد .
“من هنا سوف اتحدث معكم انا روح”
لا اصدق حتى انت يا ابي اصبحت الى صف امك بعد كل ما اخبرتك امي..
ولكن امي لم يعد له صبر بعد ما عنف ابي امي بالضرب .
هربت امي الى بيت عمها بعد كل هذا العذاب والتعنيف الجسدي واللفظي من زوجها وامه وفي هذه الفترة كانوا يؤمنون بالسحر والشعوذة لدرجة انهم صدقوا بان الزوج مسحور وهناك سحر اسود حول حبه الى كره … ولم يستطيعون العيش معاً الى ان تطور الامر وتم الطلاق ولكن وقته كانت هي المسحورة لا اعلم هل هو سحر اسود او سحر من صنع قلبها ..
ولكن قبل الطلاق طلب الزوج شرط واحد وهو التنازل على روح اخذت الأم القلم وكتبت تنازل بدون أي تفكير .
روح التي لم تكون قد مر على ولادتها عامين ذهب بها الاب الى منزل اخته في تعز وبعدها بفترة علمت الام بان روح في مدينة تعز بمنزل عمتها
ذهبت الام الى تعز بدون علم أي احد حتى أهلها لعلها تلقى صغيرتها روح ولم تتوقع ما سوف يحصل …
أتذكر جيداً ذلك اليوم وكان الاحداث حدثت معي قبل أيام رغم انني كنت صغيرة جداً .
كنت العب مع أولاد عمتي بحوش منزلهم في تعز وكانت شجرة الرمان تتوسط حوش المنزل نظرت الى الباب الحديدي المطلي بلون الدم الأحمر وإذ بإمراة تضحك وتناديني بصوت عالي روح .. روح .. روح.. وتجري نحوي وحضنتني بشدة وقتها احسست بشعور غريب جداً ..
سمعت صراخ شديد من خلفي وإذ بعمتي و زوج عمتي يهرولان الى امي ويضربونها وعمتي تخذ عصاء من الحوش وتضربها بشدة ويشدوني من حضن امي بقوة وامي متمسكة بي لدرجة إن ملابسي تمزقت وزوج عمتي يأخذ قطعة من الحديد ويضرب بها امي لا اعرف لماذا كل هذا…
ثم أتت جدتي لكي تشدني فقامت أمي بعض ساعد جدتي بقوة لدرجة ان الدم تطاير على خدي وبعد الشجار استطاع عمي وعمتي اخذي من حضنها وطرد أمي من المنزل ، مرت أيام و أمي تحاول ان تلتقي بي رغم كل ذاك الضرب … ولكنها لم تمل او تتوقف عن محاولاتها وبعد فترة استطاعت ان تجد اعيان ومشايخ تدخلوا لتوسط بين امي وابي واسرته واتفقوا على ان تأخذني امي شهر في السنة ، فأخذتني وهربت بي الى منزل جديد لا يعلم به احد ولم تحدث احد عن مقر سكنها الجديد حتى اهل امي لم يستطيعوا معرفة اين نمكث ، بحث ابي عني كالمجنون ولكن لم يستطيع التعرف على مكاننا ، وبعد فترة تعرفت امي على شاب من الشباب يعمل في التجارة طلب يدها للزواج وقبلت امي وتزوجا وبقيت معهم في نفس المنزل رغم كره زوج امي لي وكان لا يطيق ان ينظر الي وكان كلامه معي شديد ، وفي احد الليالي كان العطش قد نال مني فقمت من اجل شرب الماء فسمع صوت خطواتي فقام كأثور الهائج يصيح ويشتم ويطلب من امي ان تخذني الى ابي وامي تسمع بصمت وتحاول ان ترضية قالت حاضر غداً سوف اعيد روح الى ابوها توقعت انها كانت تقول هكذا فقط لإرضاء زوجها ،وفي اليوم التالي أيقظتني امي مبكراً جداً فرائيت أمي لابسة العباية وفي يديها حقيبة توقعت بان أمي ستترك زوجها بسبب انفعاله وسوف نترك المنزل انا وهي ونعود الى شقة التي استجرتها من قبل ولكن المفاجأة حين قالت لي امي سوف اعيدكِ الى ولدكِ ..!!
وامسكت يدي بكل برود وسحبتني من فراشي وذهبنا فوق تكس الى منزل ضابط صديق ابي حتى لم تطعمني أي لقمة اسد بها جوعي ، وصلنا الى منزل صديق ابي ونزلت من التكسي وفي يدي حقيبتي وانا انظر الى امي وخطواتي تتقدم الى الباب الحديدي المطلي باللون الأسود كان هذا الباب الأسود طريقي الى حياتي السوداء.
وكانت الامطار والحجارة السوداء تكسو الشارع وانا انظر الى امي و لم استوعب الموقف بعد .
طرقت الباب والتفت الى امي التي لم تنزل من التكسي بعد ونظراتها فيها برود كثلج المتجمد ، فتح الباب صديق ابي نظر لي وكله استعجاب صاح بصوت عالي روح رووووح اين كنتي ,والدك مجنون عليك ، له اشهر يبحث عنك .
قالت امي لصديق ابي خذ روح لأبيها واخذت حقيبتي من يدي ورمت بها على الأرض .
كنت مصدومة رغم صغر سني وبدون تفكير كنت اركض وراء السيارة ودموعي تتساقط وابكي بحرقة شديدة واصيح امي .. امي
حتى غابت عن ناظري وكان صديق ابي يجري ورائي ودموعة تسبقه وامسك يدي وادخلني منزلة ، وكنت ابكي بشدة وهو يحاول ان يهديني ويلعب معي من اجل ان اقف عن البكاء ولكن لم يستطيع .
وصل ابي الى منزل صديقه حضني بشدة وخفت لان هذا الحضن نفس حضن امي التي تركتني ، مكثنا انا وابي في منزل صديقه عدة أيام ومن بعدها سافر بي الى منزل العائلة الذى في القرية من اجل المكوث مع جدتي وكان يأتي ابي لزيارتي شهر كل سنة وذقت معاناة تربية جدتي لم يذوقها طفل في حياته
ولكن هنا تبدا القصة الحقيقة للعذاب الذي عشته التي سوف احكيها لكم في الجزء الثاني